الوصي والقرآن ( الحلقة الثانية )

 

1.                   الآية { أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية } سورة  البينة     آية  7

لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وآله و سلم هم أنت يا علي وشيعتك تأتي أنت

 وشيعتك راضين  مرضيين و يأتي أعداك غضبا مقحمين.         

  2.    أية  المباهلة { فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين }  سورة  آل عمران     آية  61

 

هذه الآية نزلت عند ما أراد يهود نجران مباهلة الرسول صلى الله عليه وآله و سلم. والآية اشتملت في لفظها إلى الإمام علي عليه السلام حيث أبناءنا يعني الإمامين الحسن و الحسين و نسائنا يعني فاطمة بنت النبي محمد صلى الله عليه وآله و سلم  وأنفسنا يعني  الإمام علي عليه السلام. وهذا دليل على فضل أمير المؤمنين علي على جميع الأنبياء سوى محمد  صلى الله عليه وآله و سلم لأن النبي أفضل من جميع الأنبياء   ولأن علي كان نفس النبي. وفي تفسير الرازي و البضاوي  لما رأى أسقف نجران هؤلاء قال: لو سألوا الله أن يزول جبلا من مكـانه لأزاله بها.

 

3.                   أية  التطهير {  إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا  }  سورة  الأحزاب     آية  33

 

لقد أجمع المفسرون كأحمد بن حنبل  أن آية التطهير نزلت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام و ذلك أن الرسول صلى الله عليه وآله و سلم ألقى رداء أو عبا أو كساء على  الإمام علي و فاطمة و الحسن و الحسين  عليهم السلام و قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا .

أما الشاذ من المفسرين قالوا أن أهل بيته يعني زوجاته . ولكن يوجد أحاديث كثيرة تثبت على عكس ذلك فمثلاً عندنا ألقي الرداء على الإمام علي و فاطمة و الحسن و الحسين  عليهم السلام أرادت أم المؤمنين أم سلمه أن تدخل معهم فقالت: رفعت الكساء لأدخل فجذبه الرسول من يدي وقال: أنك على خير وأنك من زوجاتي بمعنى إن زوجات النبي صلى الله عليه وآله و سلم  ليسوا داخلين في ذلك.  وقال أبو سعيد الخذري: كان النبي صلى الله عليه وآله و سلم يأتي باب علي أربعين صباحا فيقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، أنا حرب من حاربتم وسلم لمن سالمتم.

ثم لنرجع إلى الآية الكريمة لنرى سياق الآية حيث أن الخطاب الموجهة إلى زوجاته النبي الآية الكريمة كلها ضمائر مؤنثه . قال تعالى{ يا نساء النبي ( لستن) كأحد من النساء أن ( اتقيتن ) فلا ( تخضعن ) بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض و ( قلن ) قولاً معروفاً و ( قرن ) في ( بيوتكن ) و لا ( تبرجن ) تبرج الجاهلية الأولى و ( أقمن ) الصلاة و (آتين ) الزكاة و ( أطعن ) الله و رسوله ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا }. لكن إنما يريد الله الآية لم يلحق نون النسوة فيها.

4.        الآية { إنما وليكم الله ورسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } سورة  المائدة     آية  55        

نزلت في الإمام علي علبه السلام حين سأل سائل وهو راكع في صلاته فأومأ  إليه بخنصره فأخذ خاتمه منها وأجمع أكثر المفسرين على نزولها في الإمام علي علبه السلام وهو مذكور في الصحاح الستة لما تصدق بخاتمه على المسكين في الصلاة بمحضر من الصحابة

والقصة هي  تصدق  الإمام علي على السلام  بالختم وهو راكع حيث  أن رهطاً من اليهود أرسلوا فأتوا إلى النبي صلى الله عليه وآله و سلم فقالوا يا نبي الله أن موسى أوحى إلى يوشع بن نون فمن وصيك يا رسول  الله؟

ومن وليت بعدك ؟ فنزلت الآية فقاموا إلى المسجد فإذا سائل خارج من المسجد فقال أحدهم يا سائل أما أعطاك أحد شيئا قال نعم هذا الخاتم قال من أعطاك أليه؟  فقال أعطاني أليه  ذلك الرجل الذي  يصلي . قال على آي حال أعطاك ؟  قال :كان راكعا فكبر  النبي صلى الله عليه وآله و سلم وكبر أهل المسجد فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب .

علي أمير المؤمنين أخو الهــــــدى        وأفضل ذي نعــل ومن كان حافيــــا

وأول من أذى الزكاة بكفـــــــــــــه        وأول من صلى ومن صام طاويــــا

فلما أتاه سائل مد كفــــــــــــــــــــه        إليه ولم يبخل ولم يك جـافـيـــــــــــا

فبشـر جبريـل النبي محمــــــــــد اً        بذاك وجاء الوحي في ذاك خاتمــــا

 

وقال أبو علي دعبل بن علي الخزاعي من شعرا أهل البيت في مدح أمير المؤمنين و يذكر تصدقه خاتمه للسائل في الصلاة ونزول قوله تعالى { إنما وليكم الله ورسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } يقول:

 

نطق القرآن بفضــل آل محمـــــد          و ولاية لعليــــه لـــم تجــحـــــــــــد

بولاية المخـــتار من خـــير الذي بعد النبـــي الصـــــادق المـــــــتودد

إذ جاءه المسكين حال صـــــلاته فامتد طـــــوعا بالـــــدراع و باليــد

فتناول المســـــكين من خاتــــــما هبة الكــــريم الأجــودين الأجـــــود

فاختصــــه الرحــــمن في تنزيله من حـاز مثـــل فخــــاره فاليعــــــدد

إن الإلــــه وليــــكم ورســـــــوله          و المؤمــــنين فمن يشــــأ فليجــحــــد

بكـــن الإلــه خصيمــــه فيها غداً والله ليــس بمخــــلف في الموعـــــــد

 

5.        الآيتان  { يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مسـتطيرا ، ويطعمون الطعام على حبه مسـكينـاً و يتيمــاً و أســيرا } سـورة الإنسان  أية 7 و 8

نزلت هذه الآيات في الأمــام علي وأهل بيته علبهم السلام ولهذه الآيات قصه هي: أن الحسن والحسين مرضـا وهمـا صبيان صغيران وآتيــا النبي صلى الله عليه وآله  و كـان جالسـاً مع رجلين فقال أحدهمـا يا أبـا الحسـن لو نذرت في ابنيك نذراً أن الله عـافـاهمـا ، فقال الأمــام علي أصـوم ثلاثة أيـام شــكراً لله عز وجل وقـالت فـاطمة وأني أيضـاً وقالا الحـسـنان و نحن أيضـاً نصـوم ثلاثة أيـام شــكراً لله عز وجل وقالت فضـة أيضـاً، ثم شفيا من مرضهمـا  فأصـبحوا صـيامـاُ وليس عندهم طعام وذهب الأمــام علي عليه السلام إلى جـار لـه وطلب أن يغزل لـه صـوفـاً مقابل ثلاثـة صـاعـات من الشـعير. فأتى الأمـام علي بالصوف فغزلـته فـاطمة عليهمـا الســلام وعمدت إلى صـاع من الشـعير وطحنـته و خبزت مـنـه خمـس أقراص لـكل واحد قـرصـاً و صلى الأمام علي عليه السلام مــع النـبي صلى الله عليه السلام الـغـرب ثم أتـى الأمـام علي مـنـزله فوضع الطعام و جلسوا خمـستهم فأول لـقمـه كسرها الأمـام علي عليه السلام و إذا مـسكيـن قـد وقـف بالـبـاب فسـلم و قال (( أنا مـسكيـن من مساكيـن المسلميـن أطـعمونـي مـمـا تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة )) فأعطاه على ما عند الأمام وفاطمة والحسن والحسين وباتوا جياعا وأصبحوا صياماً لم يذوقوا إلا الماء و في اليوم الثاني فعلوا ما فعلوه في اليوم الأول وإذا بيتيم

وقف بالـبـاب فسلم و قال (( أنا يتيم المسلمين أطعموني مـما تأكلون أطعمكم الله على  موائد الجنة )) فدفعوا ما معهـم و باتوا جـياعاً لم يذوقوا إلا الماء . و في اليوم الثـالث فعلوا كذلك وإذا بأسير يقف بالـبـاب فقال (( السلام عليكم يا أهل بيت محـمد تأسـروننا و تشدوننا و لا تطعموننـا )) فدفعوا مـا عندهم من طعام وأصبحوا مفطـرين وليس عندهم شيء فأقبل الحسـن و الحسـين نحو رسول الله صلى الله عليه وآله  وسلم و همـا يرتعشان من شدة الجوع فنزل جبرائيل على محـمد صلى الله عليه وآله  وسلم  و قال يا محـمد خذ ما هيأ الله لـك في أهل بيتك قال {هل أتى على الإنسان حين من الـدهر} حتى إذا بلغ { و إن هذا كان لكم جـزاء و كان سعيكم مشكورا }.

  6.          الآية  { أجـعلتم سـقاية الحـاج و عمـارة المســجد الحــرام كـمن آمــن بالله و اليـوم الآخـر و جــاهد في ســبيل الله لايســتوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين  } سورة  التوبة     آية  19

 

و هذه الآية نـزلت في الأمام علي  و قصـة هي كانا شيب بن أبي طــلحــة و العبـاس عـم النـبي يتفــاخران إذ مــر بهمــا الأمــام علي عليه الســلام فقال  بمـا تتفـاخران فقــال العباس : لـــقد أوتي من الفضــل ما لم يؤت أحد ، أنا صاحب  ســقاية  الحــاج والقائم عليها. فقــال شــيبة أنـا أتيت عمــارة المســـجد و المفاتيح بيدي.  فقــال الأمــام علي عليه الســلام استحيا فقد أتيت على صـغر ي ما لم تؤتيـا فقالا وما أوتيت يا علي ؟ فقال ضربت خراطيمكما بالسـيف حتى آمنتمــا بالله ورســوله. فذهبــا إلى رســول الله  صلى الله عليه وآله  وسلم يشتكيانه فنزل جبريل بهذه الآية فقال العبــاس أنا قد رضينــا.

7.        آية النجوى  { يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرســول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم } سورة  المجادلة     آية  12

 

 

و هذه الآية نـزلت تعظيـم الأمام علي حيث كان الأغنياء اكثر مناجاة إلى النـبـي  صلى الله عليه وآله  وسلم و غلبوا الـفقراء على المجالس و عند ما نزلت آية بخل الأغنياء و لم يكن أحد يناجي الرسول  صلى الله عليه وآله  وسلم  ألا علي حيث كان عنده دينار فباعه بعشر دراهم فإذا ناجى  الرسول  صلى الله عليه وآله وسلم قدم صدقه و أن عليـاً ناجى الرسول  صلى الله عليه وآله وسلم عشر مرات بعشر كلمات قدمها عشر صدقات .

 

 فسأل  ما الوفاء ؟        قال التوحيد شهادة أن لا آله إلا الله .

ثم قال و ما الفساد ؟      قال الكفر و الشرك بالله.

ثم قال و ما الحق   ؟     قال الإسلام و الفران و الولاية إذ انتهت إليك .

ثم قال وما الحيلة   ؟     قال ترك الحيلة .

ثم قال و ما عـلـي  ؟     قال طاعة الله و طاعة رسولـه .

ثم قال كيف أدعو الله ؟  قال بالصدق واليـقيـن .

ثم قال و ما أسأل الله تعالى ؟     قال العافية .

ثم قال و ماذا أصنع لنجاه نفسي ؟ قال كل حلالاً و قـل صدقاً .

ثم قال و ما السرور  ؟   قال الجنة .

ثم قال و ما الراحة   ؟   قال لقاء الله تعال .

      8. آية   { يؤتي الحكمة من يشاء و من يؤت الحكمة فـقد أوتى خـيراً كـثـيراً وما يذكر إلا أولوا الألباب } سورة  البقرة     آية  269

 

 

هذه  الآية أشتمل معناها في الأمام علي لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال (( أنا مدينه الحكمة و علي بابها)) و ذكر الغزالي عن النبـي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال (( أنا ميزان الحكمة و علي لسانها )) .

 

9.                         الآية { لنجعلها لكم تذكرة  و تعيها أذن واعية  } سورة  الحاقة  آية  12

هذه الآية نزلت في الأمام علي عليه السلام حيث إذا جلسوا الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخبرهم بالوحي فيعي علي كل ما يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم و يفوتهم.  ورى الجمهور إنه لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي : سألت الله أن يجعلها أذنك : قال الأمام علي فما نسيت بعد هذا شيئاَ

 

     10.          الآية { و الذين تبوؤا  الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا   و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شح  نفسه فأولئك هم المفلحون  } سورة  الحشر     آية  9

 

هذه الآية نزلت في الأمام علي عليه السلام حيث جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فشكي إليه الجوع فقال من لـه فقال علي أنا وأتى علي إلى فاطمة ( عليها السلام ) فقال لها ما عندك يا بنت محمـد ؟ فقالت ما عندنا إلا قوت الصبية تؤثر ضيفنا ، فقال  الإمام علي عليه السلام يا بنت محمـد نومي الصبية و أطفئ المصباح . فأكل الرجل و نام فلما أصبح الصباح غرا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره الخبر فلم يبرح انزل الله على لسان جبرائيل الآية .

 

 

 

يتبع في الحلقة القادمة بمشيئة الله