نجفيـات

السيخ محمد جواد الشبيبي و أحد المراجع

1/ قصد أحد السادة الأشراف المرحوم الشيخ محمد جواد الشبيبي وكلّفه بكتاب لإحد المراجع العليا ليعطيه شيئا من الحقوق يستعين به على الزواج فكتب الشيخ للمرجع كتابا بليغا ورجاه أن يعطف على السيد ناقل الكتاب وسماه الصاهل الأول فأعطاه المرجع عشرة دنانير كي يتزوج بها .

وجاء الشيخ سيد آخر فأعطاه كتابا وسماه الصاهل الثاني وجاء ثالث ففعل معه مثل الأول والثاني وسماه الصاهل الثالث والمرجع يعطي حامل الكتاب عشرة دنانير واتفق أن ذلك المرجع ذهب للكوفة للنزهة وتغيير الهواء وكان بها أحد الأثرياء الإيرانيين فأراد أن يتقرب من السيد فقدم له إحدى بناته وهي في سن الثلاثين والسيد بلغ السبعين فقبل هذه الهدية وتزوجها فبلغ ذلك الشيخ الشبيبي فأرسل له هذين البيتين :

بعرس الصاهل الرابــع

 

أهني الشـرع والشــارع

فأين القدر الجامـــع

 

ثـلاثون  بسبعـــــين

 

 

 الدكتور الوائلي وآية الله العظمى الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء قدس سره

يقول الدكتور الوائلي حفظه الله كانت في مدرسة المرحوم آية الله الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء وكان عنده مجلس يعقد في كل يوم جمعه ويسميه النجفيون ـ عادة ـ وكنت يومئذ صبيا أرتدي الكوفية ولم ألبس العمة بعد فحضرت في يوم الجمعة وجلس الشيخ واتفق أن تأخر الخطيب ذلك اليوم وهو المرحوم الشيخ حسن بن الشيخ كاظم السبتي فأشار بعض الحضور إلى ونبه الشيخ بأني ممن يقرؤون التعزية فقال لي الشيخ تفضل واقرأ لنا ففرحت بهذا الطلب وشعرت باعتزاز بأني أقرأ في مجلس كاشف الغطاء فشرعت بالقراءة واذكر أني صدرت مجلسي بالحديث القدسي ـ لولا شيوخ ركع وأطفال رضع وبهائم رتع لصببت عليكم العذاب صبا ـ

وشرحت الفقرات الثلاث وجعلت فقر’ الأطفال آخر فقرة لأتخلص منها للرضيع ثم ذكرت أن الحسين ( ع ) في آخر رجعة طلب رضيعه فناولته إياه زينب وهي في حالة حزن شديد فسلاها الحسين ( ع ) بقوله تعزي بعزاء الله ولا يذهبن بحزنك الشيطان واعلمي أن أهل السماء يموتون وأهل الأرض لا يبقون الخ هكذا قرأت الرواية وكان الشيخ رحمه الله بكاءا وجهوري الصوت فلما فرغت مسح دموعه وقال أذن يابني أرجو لك أن تكون شيئا فبارك الله فيك ولكن يا بني إن الأثر الذي ذكرته ليس كما ذكرت بل اعكس تصب أن الحسين لا يقول اعلمي أن أهل السماء يموتون لأن أهل السماء ليسوا من جنس من يموت إنهم من المجردات وأخذ تغمده الله برحمته يشرح وينصب كالسيل وكان درسا من أروع الدروس نبهني أن أضبط النصوص الواردة عن أهل بيت العصمة وبقيت بعد ذلك ألازم مجلس الشيخ و أصغي إلى ما يمليه في مجلسه من مطالب ومن نكات وكان موسوعة من المعارف يأخذ بألباب السامعين إذا حدث مع ترسل في الحديث وعفوية في الآداء فكان لي في كل جمعة من مجلسه زاد آخذ منه قدر ما تتسع له مداركي وما أقوى على فهمه .